وباء الحمى القلاعية و أهم آثارها السلبية علي حيوانات المزرعة من خلال الملاحظات الحقلية



وباء الحمى القلاعية و آثارها السلبية علي حيوانات المزرعة من خلال الملاحظات الحقلية
أعزائى الزملاء الأطباء البيطريين و المهندسين الزراعيين و أصحاب المزارع و المربين
بما أن كل منا على يقين من أعراض هذا المرض المتوطن و صفته التشريحية
فسوف أتناول هذا الموضوع من وجهة نظر مختلفة
نبذة عن الحمى القلاعية فى مصر:
مرض الحمى القلاعية هو مرض وبائي خطير يصيب كل الحيوانات ذات الظلف المشقوق و ينتشر سريعا حتى يصيب 100% من حيوانات المزرعة و يسبب خسائر مادية و غير مادية فادحة.
يتسبب في حدوث هذا المرض فيروس له سبعة اشكال مناعية مختلفة. و يندرج تحت كل من هذه الأشكال المناعية عترات مختلفة . عرف منها حتي الآن حوالي 60 عترة تنتشر علي مستوي دول العالم المختلفة.
و قد وجد أن الإصابة بأي من هذه العترات أو التحصين ضدها، لا يكون مناعة ضد أي عترة أخري. أي أن الحيوانات التي تتعرض للإصابة بأي من هذه العترات الستون أو تم تحصينها ضدها يمكن أن تصاب بأي عترة أخرى في أي وقت
كما أنه لا توجد مناعة متبادلة بين العترات المختلفة بعضها البعض كما هو معروف في بعض الأمراض الأخرى .
وكانت العترة (O1) هي التي تسبب بعض الأوبئة التي حدثت في مصر فى الماضى ،و كان أخر وبائين شديدين قد تم تسجيلهما في عامى 1997 و 2002 على التوالي. و كانت التحصينات السيادية التي كانت تنتج بتعليمات الهيئة العامة للخدمات البيطرية تحتوى فقط على العترة (O1) حيث أن الهيئة كانت تقوم بتحصين جميع الحيوانات المعرضة للإصابة بالحمى القلاعية في مصر كل ستة أشهر إجباريا.
كما أنه كان من المعروف أن ينشط هذا الوباء في الشتاء أو في الطقس المعتدل
و لكنه حالية أصبح ينشط و بضراوة شديدة فى أي طقس و فى أى وقت من العام
في فبراير عام2006 وبسبب استيراد عجول من بعض دول موبوءة بالحمى القلاعية ودخولها البلاد. وكانت تلك العجول تحمل العدوى بفيروس الحمى القلاعية من عترة جديدة لم يكن لدى الحيوانات في مصر الخبرة المناعية ضدها . بالتالي فقد تم إصابة الحيوانات في المزارع المجاورة لمزرعة الحجر ، وكذلك مزارع أخرى متفرقة على مستوى البلاد بإصابة شديدة الضراوة ، و قد أثبت علماء الأمراض المعدية وعلماء المناعة في مصر فى ذلك الوقت أنها العترة(A22) وقد أكد على ذلك أحد المعامل المرجعية بالمملكة المتحدة وذلك بعزلها من العينات التي تم الحصول عليها من إحدى المزارع التي ظهر بها الوباء بضراوة .
قد اهتدى بعض أصحاب القطعان إلى جلب لقاح من الخارج يحتوى على 7 عترات مختلفة للمرض و قاموا بتحصين قطعانهم التي لم تكن قد أصيبت بعد ، فأصبحت تلك القطعان بين إصابة خفيفة وبين عدم إصابة .
بعد أن هدأت الأمور نسبيا بدأت الهيئة العامة للخدمات البيطرية في إنتاج لقاح جديد ليستعمل بصفة سيادية يحتوي على العترتين (O1,A22) يتم تحصين القطعان به كل 4-6 شهور.
ثم بعد ذلك تطورت اللقاحات المحلية التي تنتجها مصانع المعاهد الحكومية المحلية أو مصانع اللقاحات للشركات الخاصة تضمنت 4 عترات على الأقل مضادة للعترات التى ثبت دخولها البلاد
كما أن بعض الشركات الخاصة تستورد لقاحات متعددة العترات (تحتوي 5 أو 6 عترات) من العترات التى تتفشى فى المنطقة المحيطة بنا
و منذ ذلك الوقت و بسبب الإنفتاح فى استيراد عجول التسمين من جهات مختلفة و أيضا بسبب تسرب عجول غير محصنة أو تحمل الفيروس من بعض دول الجوار عبر الحدود, دخلت عترات جديدة متتالية (حوالى 3 أو 4 عترات جديدة) فى سنوات متتالية سببت جوائح قوية من مرض الحمى القلاعية كل عام أو عامين ليس للماشية الموجودة في مصر أى خبرة مناعية ضدها.
الآثار السلبية التى يسببها وباء الحمى القلاعية فى الثروة الحيوانية في مصر
تنقسم الآثار السلبية التي أثرت علي حيوانات المزرعة نتيجة إصابتها بوباء الحمي القلاعية إلي:
- آثار فورية.
- آثار متوسطة ألمدي.
- آثار بعيدة ألمدي.
أولا:الآثار الفورية
- نفوق نسبة كبيرة من العجول الصغيرة قد تصل فى بعض موجات الوباء إلى 100% و كذلك نفوق نسبة من الحيوانات الكبيرة قد تصل إلى 25%.
- انخفاض إنتاج اللبن و ظهور حالات التهاب الضرع المزمن.
- ظهور حالات من العرج الدائم الذى ليس له علاج.
- حدوث نسبة عالية من حالات الإجهاض نتيجة الإرتفاع الشديد لدرجة حرارة الجسم.
ثانيا:الآثار متوسطة ألمدي
- انخفاض معدلات النمو سواء فى العجول الرضيعة أو النامية أو العجلات تحت سن التلقيح
- انخفاض الخصوبة فى الذكور و انخفاض كبير لنسبة الإخصاب فى اللإناث.
- ارتفاع عمر تلقيح العجلات.
- تدمير جزء من الغدة النخامية و الدماغ.
ثالثا:الآثار بعيدة ألمدي
- حدوث بعض حالات النفوق المفاجئ في الحيوانات الكبيرة.
- ارتفاع معدل التخلص من الحيوانات.
التعامل مع جوائح الحمي القلاعية
عند العلم ببدء إنتشار وباء الحمى القلاعية هناك إجراءات فورية لابد أن يتخذها أصحاب القرار فى مزارع الإنتاج الحيوانى :
- التحصين الإحترازى الفوري باللقاح المناسب بجرعتين بينهما 3 أسابيع حتى و إن كان قد حدث التلقيح منذ مدة حوالى الشهر (Emergency Vaccination) و الحرص على تحصين كل حيوان على حدى بسن إبرة مستقل يتم تغييره بين حيوان و آخر
- مراقبة القطيع مراقبة دقيقة و عزل الحالات التى يشك فى إرتفاع درجة حرارتها أو انخفض معدل تناولها للعليقة و التعامل معها فورا على أساس أنها مصابة
- تسخين لبن الرضاعة قبل إرضاعه للعجول إلى درجة 70°م ثم تبريده إلى 38 °م
- الرش مرتين يوميا بمطهر قوى موثوق به و بالتخفيفات الموصى بها المنتج على الحيوانات و أرضيات و حديد أسوار الحظائر و طاولات العلف و وضع المطهر فى أحواض الشرب
- التطهير المستمر للمعدات و السيارات التى تدخل حظائر الحيوانات قبل و بعد الإستعمال مثل الميكسر و الجرارات و السيارات و غيرها
- التأكد من تطهير أدوات الرضاعة جيدا قبل و بعد الإستعمال
- التدقيق على عدم تجول العمال بالمزرعة من حظيرة إلى حظيرة و الزام كل عامل أو أكثر بحظيرة أو حظائر معينة
- الحرص على النظافة العامة و الشخصية لجميع العاملين بالمزرعة و إرتداء القفازات المناسبة لكل نوع من العمل و الأحذية الطويلة الملساء (البوت) و غسل و تغيير ملابس العمل يوميا
- إجراءات النظافة الفائقة و التطهير فى المحالب قبل و بعد الحلب
- مراقبة إنتاج كل بقرة مراقبة دقيقة و الفحص الجيد للأبقار التى ينخفض إنتاجها لغير سبب الشياع أو الأسباب الطبيعية الأخرى مثل العشر الكبير أو طول موسم الحليب و غيرها أهم الإجراءات و العلاجات التى تتخذ فى حالة الإصابة بالوباء
التعامل مع القطيع فى حالة الإصابة بالحمى القلاعية
- عزل الحيوانات المصابة فورا قدر الإمكان
- إجراء تحصين فورى طارئ لجميع الحيوانات التى لم تظهر عليها إصابة باللقاح المتعدد العترات المناسب (هذا الإجراء يحد من أعراض المرض و ربما لا يمنع انتشاره)
- بسبب ما يسببه هذا المرض من تقرحات فى الفم (اللسان و اللثة) لا يستطيع الحيوان أن يتناول غذاؤه العادى لأنه يسبب ألم بالغ لذا يجب تقديم غذاء سهل البلع دون النظر إلى قيمة غذائية أو إنتاج أو غيره (كميات متساوية من كسب الصويا و الذرة المجروشة و يضاف له كمية من الماء حتى يصير كالعجينة اللينة)
- تخفيض الضغط السالب للمحلب إلى أقل ما يمكن أثناء الحلب (37 كيلوبسكال)حيث أن هذا المرض يسبب تقرحات لحلمات الأبقار ربما تسبب قطع تلك الحلمات و وقوعها
- دهان الحلمات بعد الحلب مباشرة بمراهم ملطفة (مثل مرهم بانثينول أو مرهم الزنك)
- بسبب أن الفيروس ينتقل عن طريق مياه الشرب من حيوانات قد تكون فى فترة الحضانة أو حاملة للمرض يجب إضافة بيكربونات الصوديوم الى مياه الشرب بنسبة 2% و يؤدى ذلك إلى (1- قتل الفيروس فى مياه الشرب 2- تبريد مياه الشرب و بالتالى تلطيف قرح الفم 3- تخفيض حموضة الكرش التى ترتفع كنتيجة غير مباشرة لارتفاع درجة حرارة الجسم)
- تسخين حليب الرضاعة إلى أكثر من 70 °م ثم تبريده إلى درجة 38 °م قبل تقديمه للعجول الرضيعة (ملاحظة هامة: إضافة الفورمالين أو المواد الحافظة إلى الحليب المقدم للعجول الرضيعة يسبب عدم حدوث خثرة اللبن و بالتالى عدم هضمه فيسبب ذلك نفوق العجل بسبب الجوع و سوء التغذية)
- التشديد على عدم رش المواد الغذائية و الأعلاف بالفورمالين لأن ذلك يقضي على جزء كبير من الكائنات الدقيقة الموجودة فى الكرش فيؤدى الى عدم هضم العلف
علاج الحمى القلاعية
الحمى القلاعية كمرض فيروسى ليس له علاج متخصص و إنما هو علاج أعراضى لتخفيف الأعراض و محاولة منع حدوث العدوى الثانوية بالأمراض البكتيرية و رفع المناعة ضد الأمراض الفيروسية
و يجب أن نضع في إعتبارنا أن سلامة الحيوان تكون فى مقدمة إهتمامنا دون النظر إلى الإنتاج حتى تمر الأزمة بسلام ثم بعد ذلك تدريجيا يتعافى الحيوان و يعود إلى حالته شبه الطبيعية و نخرج منها بأقل الخسائر الممكنة (لأنه لابد أن يكون هناك خسائر)
- تخفيض الضغط السالب للمحلب إلى 37 كيلو بسكل لتخفيف الضغط على الحلمات و إستعمال المراهم الملطفة على الحلمات عقب كل حلبة
- علاج قرح الفم و ذلك بدهان ملطفات و قابضات مثل الطحينة و الشبة (Soda Alum) برفق شديد مرتين يوميا (و الحرص على عدم شد اللسان للخارج) لأنه يكون في هذه الحالة سهل الخلع
- علاج التهابات الأظلاف بالغسل بالماء الدافئ و إستعمال المطهرات و مساحيق المضادات الحيوية و أربطا الشاش برفق و حرص
أو إزالة ما إنقلع من الأظلاف بحرص و عمل غيارات يومية حتى يبدأ الظلف الجديد فى النمو (سميت الحمى القلاعية بسبب إقتلاع الأظلاف)
- إضافة مركبات البروبيوتيك إلى العلف لتنشيط الكرش و الحث على كفاءة الهضم و لرفع المناعة
- إضافة رافعات المناعة إلى مياه الشرب
- حقن مضادات الإلتهاب عير الإستيرودية طويلة المفعول المناسبة لتخفيف الإلتهاب و تخفيض حرارة الجسم
- حقن مضادات حيوية طويلة المفعول مناسبة لمحاولة منع حدوث العدوى الثانوية بالأمراض البكتيرية
الوقاية من الحمى القلاعية
للوقاية من الحمى القلاعية فإن توخى الدقة في عملية التحصين و إستعمال اللقاحات لها الأولوية و الإهتمام الأعظم و نحاول جادين فى تفادى الأخطاء التى تحدث فى عملية التحصين
- الحصول على اللقاح متعدد العترات من مصادر موثوق منها و توخى أقصى درجات الاحرص فى إجراءات النقل و الحفظ و اتباع تعليمات المنتج بكل دقة
- إستعمال سن إبرة لكل حيوان على حدى
- قبل إستعمال اللقاح بساعتين يتم إخراجه من ثلاجة الحفظ و تركه خارجها ليأخذ نفس درجة حرارة المكان و عدم وضع زجاجات اللقاح فى الثلج قبل و أثناء إستعماله لتجنب الصدمة العصبية ضد اللقاح البارد و تقل كفاءة اللقاح (درجة حرارة الحفظ فى الثلاجة 4°م و درجة حرارة الحيوان 238.5 - 39°م) فيجب تقليل هذا الفارق الكبير فى درجات الحرارة
- ترج زجاجة اللقاح برفق و بطء حتى لا يتم تكسير الفيروسات المحفوظة (Antigens) ثم يكرر الرج بنفس الطريقة أثناء الإستعمال كل 2 – 5 دقيقة حتى نضمن تجانس مواد اللقاح و وصول العدد المطلوب من الفيروسات المحفوظة لكل حيوان
- الحرص ثم الحرص الشديد على الجرعة الثانية المنشطة فى حال إستعمال اللقاح للمرة الأولى مثل الحيوانات الرضيعة و الحيوانات المشتراه من الأسواق
- إعتبار الحيوانات التى لم أتأكد من تحصيناتها أنها عارية من المناعة و يتم تحصينها بجرعتين بينهما 3 أسابيع
- زجاجة اللقاح التي يتم فتحها و إستعماله تكون غير صلحة للإستعمال إذا مر على فتحها 24 ساعة
- تكرر عملية التحصين بإنتظام كل 4 شهور باللقاح المتعدد العترات المناسب
- التشديد على إجراءات النظافة العامة للمزرعة و بصفة خاصة الحظائر (تكون بإستمرار نظيفة و جافة) و المحلب يكون نظيف بإستمرار سواء غى حالة إستعمال أو غير إستعمال
- توخى الحذر و الحيطة فى جلب حيوانات من الخارج سواء من السوق المحلى أو مستوردة و عزلها فى مكان جنوب المزرعة (تحت الريح) و تطبيق إجراءات الحجر الصحيحة عليها قبل دخولها فى القطيع
- التشديد على النظافة الشخصية للعمال بإستمرار
- الحرص على أن تكون العمالة مقيمة فى المزرعة و التأكد من عدم إختلاط العمال بعمال مزارع أخري أو بمنازلهم أثناء فترة وجودهم بالمزرعة
دكتور/ عاطف شريف