الالتهاب الرئوي في الماشية

شارك الخبر

الالتهاب الرئوي في الماشية

تاريخ الإصدار: 2023-05-31 11:03:10
مقدمة

تنتمي الأبقار لفصيلة الثدييات المجترّة، استعملها الإنسان منذ قديم الزمان معيناً له في أمور متعددة، ومنها؛ جرّ العربات، وتدوير الطاحونة والرحى، وفي عمليّات الحراثة ، والسقاية، بالإضافة لاستفادة الإنسان من لحومها، وحليبها، وجلودها؛ لكن قد تتعرّض الأبقار لمجموعة من الأمراض قد تؤثّر بشكل سلبي على أدائها وقيامها بعملها وقد يؤدّي لنفوقها ممّا يتسبب للإنسان بخسائر فادحة، ومن أخطر تلك الأمراض هو مرض الالتهاب الرئوي.

الالتهاب الرئوي أحد المسببات الخطيرة التي تؤثر بشكل مباشر علي صناعة الأبقار ليست في مصر فقط بل في كل أنحاء العالم. ولكن قبل عرض الخسائر الاقتصادية التي يسببها الالتهاب الرئوي عندما ننظر للوضع الحالي في مصر رغم التقدم العلمي و التكنولوجي في صناعة الأدوية و التحصينات و استحداث أدوية و تحصينات جديدة داخل السوق المصري إلا أن مشكلة الالتهاب الرئوي في الماشية لم ولن تنتهي و لكن نستطيع الحد من مخاطرها و إذا قمنا بسرد تلك المسببات لعدم التخلص من المشكلة للأتي:

  • زيادة أعداد التربية المكثفة (50 : 100 رأس) في بعض المناطق كالفيوم, السنطة, جمصة, دمياط, طريق إسكندرية الصحراوي, طريق الإسماعيلية الصحراوي علي سبيل المثال لا الحصر وتلك الفئة 70 % من القائمين عليها مصادر تلك الحيوانات من الأسواق و ندرة استخدام التحصينات المناسبة للحد من مخاطر الالتهاب الرئوي.
  • نظام تسويق الماشية في مصر بوجود أسواق ماشية مختلفة بمحافظات مختلفة كسوق ماشية بلقاس علي سبيل المثال بمحافظة الدقهلية حيث يعد من أكبر أسواق الماشية في الجمهورية وهذا النظام التسويقي يعطي فرصة أكبر لانتشار الإصابة بين الحيوانات المخالطة من محافظات مختلفة داخل السوق بالإضافة لعوامل التي تساعد علي الهزات المناعية للحيوان من نقل وخلافة من المزارع أو الزرايب إلي الأسواق.
  • حيوانات الرعي و البدو بالأخص في منطقة الدلتا والتي يسهل تنقلهم بين المحافظات المختلفة في وقت قصير وليس عليهم سيطرة أو تحكم من ناحية التحصينات أو الأعداد مما يساعد علي سهولة انتقال أمراض كثيرة ليس الالتهاب الرئوي فقط
  • بعض السلالات تكون الإصابة فيها شديدة و بالأخص بعد مرض وبائي شديد كما شاهدنا في الجاموس المصري و شدة معاناته من الالتهابات الرئوية المميتة و التي صاحبته أثناء و بعد الإصابة بمرض الحمى القلاعية.

ويسبب الالتهاب الرئوي خسائر اقتصادية درامية عجيبة لم تقف علي حد نفوق الحيوانات المصابة و الذي وصل في بعض الدول لأكثر من 643 مليون دولار سنويا أو المصاريف الطائلة في استخدام العلاجات و التحصينات والتي قد تتراوح من بين 50 : 80 دولار للرأس الواحدة سنويا بل زادت الخسائر إلي التأثير المباشر علي ضعف تحويل عجول التسمين (فرق من 60 : 80 كجم علي عمر 37 شهر بين العجول السليمة و المصابة لصالح العجول السليمة) و انخفاض معدل إنتاج اللبن في الحيوانات الحلابة. باختصار شديد العجلة التي يتم أصابتها بالتهاب رئوي و هي صغيرة سيؤثر عليها بشكل مباشر علي الوزن عند أول تلقيحه (وزن خفيف علي عمر كبير) و أيضا علي إنتاجها في اللبن في أول موسم ( ينخفض متوسط إنتاج اللبن عن الحيوانات السليمة من 3 : 5 كجم لبن يوميا)

المسببات الأساسية للمرض:

قبل الخوض في المسببات الميكروبية هناك من العوامل التي تمهد الطريق و تزيد من شراسة الميكروبات المرضية فهناك تفاعل درامي بين الظروف البيئية و مناعة الحيوان و المسبب الميكروبي. 

الظروف البيئية : فالاختلاف في درجة الحرارة و الرطوبة و التهوية والرياح الشديدة المحملة بالأتربة تزيد من فرصة انتشار المرض وزيادة ضراوته.                                                    

مناعة الحيوان : وتعتمد تلك المناعة بداية من كمية وجودة السرسوب الذي يتم تناوله في أولى الساعات العمرية من حياة الحيوان والتي هي بمثابة ترياق الحياة للحيوان حيث يحتوي هذا السرسوب علي كميات عالية من الأجسام المناعية التي تمتص بشكل شبه كامل في الساعات الأولي من ولادة العجل بحد أقصي 6 ساعات ثم تأتي التغذية السليمة للحيوان كمفتاح أساسي لفتح الكفاءة المناعية للجهاز المناعي و قدرته علي مواجهة الميكروبات المسببة للمرض فأي خلل في التغذية يؤثر بشكل مباشر علي مناعة الحيوان و أيضا علي كفاءة و حركة الخلايا المناعية (lymphocyte) فلا تغفل الدور المحوري لفيتامين  A, E, D, C و أيضا عناصر الأملاح النادرة مثل Zn, Se, Co,  Cu, Mn و التي تأثر علي حركة الأهداب للخلايا المبطنة للجهاز التنفسي و قدرتها علي طرد الميكروبات الانتهازية داخل الرئة و زيادة خروج الأجسام المناعية و الانتيرفيرون و سهولة حركة الخلايا المناعية و الحد من وجود ذرات الأكسجين الحرة (Free radicals) وبالتالي تقليل الضرر الناتج عن الأكسدة فيحد من زيادة التهاب الخلايا و تدمير الأنسجة المحيطة (Antioxidant). 

و يزيد من ضراوة المرض في الأبقار والجاموس الشكل التشريحي للرئة لصغر حجمها بالنسبة لحجم الحيوان وتقسيمها إلي أجزاء متعددة مفصولة عن بعضها ومن ثم إصابة أي جزء إصابة بالغة لا يتم تعويضه أو تجديد خلاياه مرة ثانية (irreversible damage).

المسببات الميكروبية :

فيروسية

بكتيرية

طفيلية

BVD

IBR

Parainfluenza 3

Syncytial virus

Mannheimia haemolytica

Pasteurella multocida

Mycoplasma spp

Haemophilus somnus

Dictyocaulus viviparus

 

 

 

 

 

 

 

العلاجات : قبل استخدام الأدوية يجب توفير البيئة الصحية للحيوان المريض حيث يكون الحيوان في مكان جيد التهوية و أيضا بعيدا عن التيارات الهوائية الشديدة مع توفير المياه النظيفة للشرب و العلف سهل الهضم طول فترة العلاج و أن يحتوي هذا العلف علي بعض رافعات المناعة من أملاح وفيتامينات و أحماض أمينية و خمائر و مضاد السموم.

  • مضاد إلتهاب قوي على سبيل المثال : الفلونكسين ميجلومين و الميلوكسيكام.
  • المضاد الحيوي المناسب علي سبيل المثال : التولثراميسين و الفلورفنيكول.
  • مضاد للحساسية.
  • موسعات الشعب الهوائية ومذيبات المخاط.

الوقاية : تعتمد على تحصين جميع الحيوانات ضد المسببات الفيروسية و البكتيرية باللقاحات المتاحة مع مراعاة الالتزام بالجراعات وطريقة التحصين و مواعيد التحصين و الجرعات التنشيطية و عمر الحيوان.

 

د/ محمد مصباح الديسطي. 

أستاذ مساعد البروسيلا و الأمراض المعدية بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالمنصورة.