
أخبار مزرعتي

التكسوبلازما ... مرض معدى خطير « اللحوم غير المطهية جيدًا ،و براز القطط المصابة » مسببات رئيسية لنقل المرض
التكسوبلازما
مرض معدي خطير يصيب جميع انواع الحيوانات ذوات الدم الحار بما في ذلك الحيوانات الأليفة - خاصة القطط - كما يصيب الانسان ويتميز إكلينيكيا بالإجهاض وموت الجنين داخل الرحم في النعاج الحوامل ويعتبر السبب المباشر للإجهاض فى الأغنام وفى جميع الأنواع الحيوانية المصابة ويعتبر هذا المرض من الأمراض المهمة التي تصيب الانسان وأحد اهم الاسباب للإجهاض فى النساء وهو المسئول عن الكثير من وفيات الأطفال حديثي الولادة
الدكتور احمد الصوالحى أستاذ الامراض المعدية بكلية الطب البيطرى جامعة المنصورة ومدير مكتب الاتحاد الافريقى لتنمية الثرة الحيوانية فى نيروبى – كينيا يقدم لنا شرحا وافيا عن عدوي التكسوبلازما بين الحيوان والانسان وعن مسببها طفيل التوكسوبلازما قندي
ويقول: كان أول وصف للتوكسوبلازما من قبل نيكول ومنسيكس في تونس في عام 1908، ينتشر مرض التكسوبلازما (داء المقوسات) في معظم أنحاء العالم، بما في ذلك مصر.
وترجع الأهمية الاقتصادية لهذا المرض انه المسؤول عن 10-20٪ من الإجهاض في قطعان الماعز والأغنام.
هذا المرض من الامراض المشتركة بين الانسان والحيوان ويمثل خطر مهني على الصحة العامة حيث ينتشر هذا المرض بين الاطباء البطريين والفنيين وعمال المزارع والمسالخ ومربي القطط والطيور البرية ومشرفو حدائق الحيوان، وخاصة في النساء الحوامل.ويمكن أن يسبب الإجهاض، والتشوهات الخلقية للجنين خاصة تراكم السوائل فى الدماغ مما يسبب تلف في الدماغ والتهاب الشبكية والمشيمية.
وتحدث العدوى فى حيوانات المزرعة كعائل وسيط نتيجة لتناول العلف أو المياه الملوثة مع المكيسات الناضجة المعدية من براز القطط.
يمكن أن يحدث هذا عن طريق ابتلاع المواد الملوثة والأعلاف المخزنة والمراعي أو إمدادات المياه.
وقد تحتوي خمسين جراما من براز القطط المصابة على ما يصل الى 10 ملايين من الحويصلات المتكيسة.
يمكن أن تنشأ العدوى في حيوانات المزرعة بسبب تناول أقل من 40 حويصلة.وينجم هذا المرض عن الإصابة بالتوكسوبلازما قندي (المقوسة القندية)، وهو طفيل أولي يعيش داخل خلايا خاصة موجودة في العديد من أنواع الخلايا ذات النواة.
لها دورة حياة تحدث على مرحلتين فى العائل المضيف، مع كل مرحلة يحدث التزاوج الجنسي واللاجنسي، وعائلها النهائي هو القطط الأليفة والبرية، والتى تصاب من خلال تناول اللحوم المصابة النيئة من عائل وسيط (تحتوي على بويضات مكيسة أو منقسمات سريعة النمو Tachyzoites)، والتي يمكن أن يكون أي أنواع أخرى من الفقاريات، ولكن في كثير من الأحيان تكون القوارض.
بمجرد بلع البويضات المتكيسة تقوم بإختراق الخلايا الظهارية في الأمعاء وتبدا فى التكاثر ثم يتم إفراز المكيسات غير الناضجة أى التى لم يكتمل نمو الجنين داخلها فى البراز بعد 10 ايام من ابتلاع الطور المعدي. القطط المصابة تستمر فى افراز المكيسات غير الناضجة فى برازها لحوالي أسبوعين.
وتبقي هذه المكيسات حية لفترت طويلة تصل 17 شهرا على المراعي حيث يكتمل نموها ونضجها فى البيئة، وتلوث العلف الحيواني والمراعي والبيئة المحيطة، وتصاب العوائل الوسيطة (الجرزان والمجترات والانسان) عن طريق تناول الاكل الملوث بالعدوى.
ويمكن أن يصاب الانسان بعدة طرق منها عن طريق تناول اللحوم غير المطبوخة جيدا من الحيوانات المصابة بالمكيسات النسيجية أو اى غذاء ملوث،و المياه الملوثة ببراز القطط،أو عن طريق العينات البيئية الملوثة (مثل التربة الملوثة بالبراز أو تغيير صندوق القمامة او الفرشة او تنظيف أو اى احتكاك مع القطط الاليفة) ، نقل الدم أو زرع الأعضاء، أو من الأم إلى الجنين من خلال المشيمة في الانسان.
والطفيل يكون المكيسات النسيجية في العضلات، عضلة القلب، الدماغ والمخ، والعينين؛ قد تبقى هذه الأكياس طوال حياة الانسان.
ومعظم حالات العدوى بالتوكسوبلازما تكون كامنة أو بدون أعراض.
الأغنام والماعز: العلامات السريرية لمرض التكسوبلازموزس ترتبط مع الأجهزة المتضررة،على سبيل المثال تشتد قسوة الأعراض العصبية والدوران والرأرأرة فى بعض الحالات، بعض الحالات تتميز بأرتفاع طفيف فى درجات الحرارة مع وجود بعض الاعراض التنفسية، والبعض الاخر يتميز بصلابة العضلات والتهاب العين وضعف البصر مع تغيير فى وردود فعل الحدقة،وبعض النعاج تتميز بالتهابات الرحم والتهاب المشيمة، وإجهاض خلال الشهر الأخير من الحمل وعادة مايتبعة افرازات مهبلية لزجة وحمراء اللون أو ولادة حملان ميتة وضعيفة. الحملان المصابة داخل الرحم تكون متخلفة عقليا، ضعيفة، وغير متناسقة وغير قادرة على الرضاعة والحياة وغالبا ماتموت نتيجة الجوع.
الأبقار: هذا المرض عادة ما يكون حاد الأعراض على الأبقار ويتميز بالحمى وضيق التنفس وعلامات عصبية، (بما في ذلك ترنح وفرط استثارة) في المراحل الأولى، تليها الخمول الشديد. يتم ولادة العجول ميتة أو تولد ضعيفة وتموت مباشرة بعد الولادة ،لا يلعب مرض التكسوبلازموزس أي دورفعال في الإجهاض فى الأبقار،و العجول المصابة داخل الرحم تتميز بحمى، وضيق التنفس والسعال والعطس وسيلان الأنف، والتشنجات الارتجاجية، وطحن الأسنان وهزات الرأس والرقبة. تحدث الوفاة بعد دورة من 2-6 أيام وهى شائعة عند عمر 1-3 شهور.
الخيول: المرض الاكلينيكى نادر في الخيول.
الكلاب والقطط: الاعراض تكون مرتبطة بمكان ونوعية العضو المصاب، والتي قد تكون حادة (التي تحدث في وقت الإصابة) أو مزمنة من ردود الفعل للعدوى الحويصلات النسيجية الناجمة عن نقص المناعة. توجد بعض العلامات الغير محددة مثل الخمول، والاكتئاب، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، الحمى والعلامات الأخرى التي يحددها الموقع ومدى إصابة الجهاز، مثل التدميع من العين والعمى جزئيا أو كليا، مع ضيق الحدقة (القطط). الضائقة التنفسية. علامات عصبية (ترنح، والمضبوطات، والهزات، وشلل جزئي / الشلل والتشوهات العصبية في الجمجمة). علامات الجهاز الهضمي (القيء، الإسهال، آلام في البطن، واليرقان، والقطط التي تولد ميتة).
الإنسان يتميز المرض على الإنسان بعلامات تشبه الانفلونزا وتضخم الغدد الليمفاوية، أو آلام في العضلات والآلام التي تستمر لمدة شهر أو أكثر،و يمكن للأطفال الصغار والأشخاص القليلي المناعة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة / الإيدز، والذين يتناولون أنواع معينة من العلاج الكيميائي، أو أولئك الذين حصلوا مؤخرا على زرع الأعضاء، أن يكون المرض حاد، هذا يمكن أن يسبب تلف في خلايا المخ (الدماغ) أو العينين (التهاب الشبكية والمشيمية). الرضع المصابين عن طريق نقل المشيمة قد تكون ولدت مع أي من هذه المشاكل، أو مع تشوهات الأنف.
ومرض التكسوبلازموزس الكامنة في معظم الناس ذات المناعية الطبيعية، حيث يدخل الطفيل مرحلة العدوى الكامنة، وخلالها تكون المكيسات النسيجية تحتوى على منقسمات بطيئة النمو في النسيج العصبي والعضلات، معظم الأطفال الرضع الذين يصابون أثناء وجوده في الرحم قد لا تظهر أعراض عند الولادة، ولكن قد تتطور الأعراض في وقت لاحق في الحياة.
الاصابة الرحمية فى الانسان هي الاهم حيث تنتقل التكسوبلاوما للجنين ويعتمد تأثيرها على مرحلة الحمل، فى حالة العدوي فى مرحلة الحمل الأولى تكون أكثر ضراوة وتلفا حيث يحدث الاجهاض وتوجد التكسوبلازما بكثرة فى افرازات الرحم وفى بعض الاحيان لايحدث اجهاض فى هذه المرحلة ولكن يحدث اصابة مخية للجنين تتفاوت فى قسوتها على فوعة العترات المسببة للمرض وتنتج تبعا لذلك درجات متفاوتة من الآفات الدماغية مثل تكلس القشرة الدماغية وموة الرأس أو تصغر الدماغ مع الاعراض العصبية والحركية، الاطفال الذين يولدون أحياء يقاسون الاعراض بعد فترة وجيزة من الولادة مثل الحمي وتورم الغدد اللمفية وتضخم الطحال والكبد.
لمنع إصابة الانسان بداء المقوسات نتيجة الاصابة بالتوكسوبلازما، ولا سيما النساء الحوامل والأطفال والأفراد ضعيفة المناعة، يتم منع الاتصال المباشر أو الغير مباشر مع القطط، والتربة، وينبغي تجنب تناول اللحوم النيئة وطهيها جيدا، وينبغي توعية الناس من مخاطر مرض التكسوبلازموزس.
ومكافحة واستئصال مرض التكسوبلازموزس يعتمد على:
الوقاية الكيميائية في القطط بإضافة مونينسين فى الطعام بمعدل 200 ملجم/ كجم يمنع افراز المكيسات الغير ناضجة ويؤسس المناعة للإصابة مرة أخرى كما أن التجارب أثبتت أن إستخدام المونينسين في أعلاف الأغنام يقلل بشكل ملحوظ من معدل الإجهاض في القطيع المصاب (15 ملجم/ رأس / يوم لمدة 100 يوم الأولى من الحمل).
أفضل طريقة للسيطرة على مرض التكسوبلازموزسفى الأغنام هي عن طريق التطعيم، حيث يوجد لقاح حي يحتوي على منقسمات سريعة النمو (tachyzoites) من سلالة قليلة الضراوة S48 وهو متاح
وتشمل التدابير الوقائية لمنع تلوث الأغذية الحيوانية ببراز القطط (ينبغي استبعاد القطط والقوارض من المناطق التي تستخدم لتتغذية الماشية، أو حيث يتم تخزين الأعلاف الخاصة بهم) والتخلص الصحى من جثث الحيوانات المصابة لمنع القطط من أكل اللحوم النيئة.
مكيسات التوكسوبلازما فى براز القطط هي سبب رئيسي للإصابة في الانسان وكذلك المكيسات النسيجية فى اللحوم (الأغنام والخنازير والماشية) غير المطهية او مطهية بدرجة غير كافية من الغليان. العدوى من اللحوم يمكن تدميرها بواسطة تعرض اللحوم للأشعة السينية والطهي السليم.
العلاج
لايوجد علاج فعال للمرض فى الأغنام والأبقار الا أن جرعات كاملة من السلفا (سلفاديازين، سلفاديميدين، سلفاميرازين 73 ملجم/ كجم من وزن الجسم)، جنبا إلى جنب مع البيريميثامين (0.44 ملجم/ كجم من وزن الجسم)، يعطي العلاج على مدى 3 أيام لثلاث فترات مع فاصل 5 أيام بين بداية كل فترة علاج. في الأغنام والماشية خلال المراحل الحادة للعدوى قد يكون فعالا ضد الطفيل التكاثري، ولكن لديها نشاط محدود ضد الطفيل في مكيسات الأنسجة.
سبيراميسين والكليندامايسين هي عقاقير مفضلة لعلاج مرضالتكسوبلازموزس في القطط والكلاب لالكليندامايسين معدل جرعة من 10-40 ملجم/ كجم عن طريق الفم أو 25-50 ملجم/ كجم بواسطة الحقن لمدة أسبوعين. يتم التخفيف من الآثار الجانبية مثل فقدان الشهية والقيء والإسهال عن طريق خفض أو تقسيم الجرعة اليومية