الدخن

شارك الخبر

الدخن

تاريخ الإصدار: 2023-07-05 14:10:16
مقدمة

 الدخن (Millet) البديل الإستراتيجي الواعد للذرة الصفراء في علائق الدواجن

       ✍ بقلم د. محمد الزوقري   
 خبير تغذية وتصنيع أعلاف الدواجن

عادةً ما تشكل حبوب الذرة وكسب فول الصويا حوالي 90% من بين مواد العلف الداخلة في تكوين علائق الدجاج اللاحم. ووفقاً لحقيقة وجود كميات كبيرة من النواتج الثانوية للمصانع والمزارع والتي يتم إنتاجها في البلدان العربية، وكذلك وجود إمكانية لزراعة بعض المحاصيل البديلة للذرة مثل الدخن، القمح أو بذور اللفت التي يعتبر سعرها أرخص مقارنة بحبوب الذرة وفول الصويا. حيث يمكن الاستفادة من هذه المحاصيل في علائق الدواجن مع إضافة المقادير الموصى بها من الإنزيمات المتعددة بحوالي نصف كجم لكل طن من العلف وذلك بهدف رفع قابلية الهضم وتحسين معامل التحويل الغذائي وكذلك خفض تكلفة إنتاج كل كيلوجرام من لحوم الدجاج.

● يعتبر الدخن أحد أنواع الحبوب النجيلية والذي نمو جيداً في المناطق الحارة وشبه الحارة والجافة، خاصة في آسيا وأفريقيا. يعتبر الدخن من الحبوب القديمة التي تمت زراعتها في شرق آسيا منذ 10000 عام. للدخن أصناف مختلفة، ومن أشهرها الصنف اللؤلؤي (Pearl Millet). على الرغم من أن الدخن غالباً ما يُعتبر غذاء للطيور، إلا أنه يمكن أن يستخدم كأحد الحبوب اللذيذة لإعداد مجموعة متنوعة من الأطعمة في العديد من البلدان، وخاصة الصين وإفريقيا والهند. يمكن زراعة الدخن على مدار العام بمعدل هطول أمطار سنوي 750 - 400 متر مكعب. كما يمكن جني المحصول ذو النوع المبكر بعد 95 - 60 يوم تقريباً والنوع المتأخر من 150 - 130  يوم. تتطلب زراعة الهكتار من الدخن من 5 - 4 كجم من البذور. وهو صغير الحجم ومستدير الشكل، حيث يبلغ طول حبة الدخن 4 - 3 مم وعرضها 2.5 - 2 مم وتزن 10 - 5 مجم. لونها أبيض إلى أصفر مائل للرمادي أو الأزرق الفاتح أو البني أو الارجواني.

 يتمتع الدخن بطعم حلو وخفيف ويحتوي على آلاف العناصر الغذائية المفيدة ويتغذى به أكثر من ثلث سكان العالم. يحتوي الدخن على بروتين خام ما بين 15 - 9%. يعتبر الدخن مصدراً جيداً للطاقة ويحتوى على مقادير عالية من الألياف وفيتامينات B المركب (النياسين وحمض الفوليك والريبوفلافين) والأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والفوسفور والمنجنيز والبوتاسيوم المغنسيوم والزنك. كما أنه غني بالأحماض الأمينية الأساسية مثل ميثيونين والليسيثين وفيتامين A. المواد الكيميائية النباتية مثل حمض الفيتيك. قابلية هضمه عالية ويحتوي على الحد الأدنى من مسببات الحساسية. الدخن مادة خالية من الجلوتين حيث يمكن استخدامه لمرضى الاضطرابات الهضمية. الدخن غني بالكالسيوم ويقوي العظام ويقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام. عندما يقارن بالحبوب، فهو مصدر ممتاز للبروتين، وهو مثالي بشكل خاص للأشخاص الذين يتبعون نظاماَ غذائياً نباتياً.

● القيمة الغذائية للدخن

توضح القائمة التالية متوسط ​​القيمة  الغذائية للدخن مقارنةً (بالذرة الصفراء*):

▪️المادة الجافة: 90% ➖ (89%*)

▪️الطاقة الأيضية (ME): 3236) كيلوكالوري/كجم) ➖ (3300*)

▪️البروتين خام: 12.0% ➖ (8.8*)

▪️الميثيونين: 0.28% ➖(0.14*)

▪️السيستين: 0.24% ➖ (0.14*)

▪️اللايسين: 0.35% ➖ (0.21*)

▪️التربتوفان: 0.20% ➖(0.05*)

▪️الثريونين: 0.44% ➖ (0.23*)

▪️الدهن الخام: 4.2%➖ (3.6*)

▪️الألياف الخام: 1.8% ➖(2.2*)

▪️الرماد: 2.5% ➖ (1.2*)

▪️الكالسيوم: 0.05 -0.03% ➖ (0.02*)

▪️الفسفور الكلي: 0.3 - 0.2% ➖(0.1*)

▪️الفوسفور المتاح: 0.10% ➖ (0.08*)

● نتائج بعض الدراسات على استخدام الدخن في علائق الدواجن.

إختلفت نتائج بعض الدراسات حول تأثير استبدال الدخن بالذرة الصفراء وفيما يلي النتائج المتحصل عليها:

في أحد الإبحاث لتعيين القيمة الغذائية للدخن، تم تحديد التركيب الكيميائي للدخن بإجراء فحوصات كيميائية مختلفة. أظهرت النتائج أن متوسط ​​تركيز البروتين الخام للدخن في هذه التجربة يساوي 11.4% أي أنه أعلى من الذرة حيث كان مدى النسبة بين 8.96 إلى 12.7%، في حين كانت قيم الألياف الخام والرماد في أصناف الدخن أعلى بشكل معنوي من تلك الخاصة بالذرة وكان متوسط الطاقة الأيضية الظاهرية ​​AME التي تم الحصول عليها لأصناف الدخن ضمن النطاق المقدر للذرة. في نهاية فترة التجربة تم اختيار دجاجة واحدة وديك واحد من كل قفص بشكل عشوائي وذبحها، وتم تحديد خصائص الذبيحة بما في ذلك النسبة المئوية للذبيحة ودهون البطن. كما تم تقدير قابلية هضم البروتين ومستويات الفوسفور من الدخن بإستخدام أربع مكرارات، واستخدمت 12 قطعة لكل مكرر، كبديل 100% للذرة. في عمر 21 يوماً، تم اختيار 6 دجاجات عشوائياً من كل قفص وأزيلت فقرات عنق الرحم وتم جمع محتويات الأمعاء للتحليل الكيميائي.  أظهرت نتائج هذه الدراسة عدم وجود فرق معنوي بين المستويات المختلفة لإحلال الدخن بدلاً من الذرة حتى سن 42 من حيث تناول العلف، ونسبة تحويل العلف، ونسبة كفاءة البروتين والطاقة. بشكل عام، أشارت النتائج التي تم الحصول عليها من هذه الدراسة إلى أن الدخن له قيمة غذائية كافية في علائق دجاج التسمين ويمكن استبداله بسهولة بنسبة تصل إلى 50%.

أما في الدراسة الثانية فقد تم استبدال الدخن بدلاً من الذرة بخمسة مستويات صفر، 25، 50، 75 و 100%.  وكانت العلائق الخمس متساوية ومتزنة من حيث مقدار الطاقة ومستوى البروتين. تم تحديد وزن الجسم واستهلاك الغذاء ونسبة التحويل الغذائي لمجاميع التجربة عند عمر 56 يوماً. أظهرت نتائج هذه التجربة أن للدُخن قيمة طاقة عالية ويبدو أنه مساوٍ للذرة على الأقل في زيادة وزن الدجاج اللاحم. لوحظ عدم وجود فرق معنوي من حيث وزن الجسم واستهلاك الغذاء ونسبة التحويل الغذائي ويمكن استبدال الدخن بنسبة 100% بدلاً عن الذرة الصفراء.

نسنتنج من مما سبق أنه وفي حالة وجود أزمات في توفر الذرة الصفراء في الأسواق يمكن العمل على استغلال زراعة الأراضي بمحصول الدخن واستخدامه في علائق الدواجن كبديل كلي للذرة الصفراء.