القاتل الصامت و اللص الخفى

القاتل الصامت و اللص الخفى

اعداد د. عماد أديب

مقالات 14 دورات 1

 تخرج من كلية الطب البيطري - جامعة الزقازيق عام 2001   
حصل على دبلومة دواجن و دبلومة فارماكولوجيا و عدد من الدورات فى الدعاية و التسويق و...

شارك الخبر

القاتل الصامت و اللص الخفى

تاريخ الإصدار: 2023-07-16 13:58:38
مقدمة

بقلم د\ عماد أديب  
السموم الفطرية من أخطر الظواهر التى تصيب عنابر الدواجن و يظهر هذا واضحا" فى الأعراض التى تسببها السموم الفطرية و منها :- 
- ضعف النمو.
- قلة التحويل الغذائى.
- ضعف الخصوبة فى الأمهات.
- ضعف إنتاج البيض و ضعف القشرة.
- زيادة نسبة النافق عن الحد الطبيعى.
- تقليل بشدة إمتصاص فيتامينات أد3هـ.
- قلة إمتصاص أملاح الكالسيوم و الفسفور.
- زيادة فرص الأصابة بالأمراض الفيروسية و البكتيريا نتيجة لضعف شديد فى المناعة.
- فشل عملية التحصين.
- زيادة فرص الأصابة بالفشل الكلوى و الفشل الكبدى.
- زيادة فرص الإصابة بالأستسقاء.
و تكمن خطورة الأصابة بالسموم الفطرية فى تعدد أنواع الفطريات التى تفرز السموم و كذلك كثرة أنواع السموم الفطرية مثل :- 

1) الأوكراتوكسين: 
و هو السبب الرئيسى فى حالات الفشل الكلوى فى الطيور خاصة فى عنابر التسمين و كذلك الأنخفاض الشديد فى المناعة و فشل الأستجابة للتحصين.
فى الفترة الأخيرة دار حوار كبير حول المشكلات المرضية خاصة الفيروسية منها و عزا البعض أن سببها يرجع لأنتشار الأوكراتوكسين فى العلف المحبب بصفة خاصة حيث أن العلف المحبب يتعرض لرطوبة و بخار ماء ساخن فى التصنيع و هذا يساعد على أنتشار الأوكراتوكسين فى العلف المحبب.
و المشكلة الكبراء أن الأوكراتوكسين يتم هضمها من خلال الميكروفلورا الموجودة فى الأمعاء و تمتص و تسير مع الدم إلى أن تسكن فى الكلى و الكبد و العظام و باقى الأنسجة.
لذلك الأوكراتوكسين تسبب فشل فى الكلى و الكبد و تقل المناعة بصورة كبيرة جدا".
من الواضح أيضا" أن أنتشار الأوكراتوكسين فى الجسم بهذا الشكل يجعل علاجها و السيطرة عليها أمر فى غاية الصعوبة لذلك الوقاية فى هذا الحالة أفضل حل.
2) الأفلاتوكسين:  

و هو نوع من السموم الفطرية شائع جدا" الحدوث و لكن فى الفترة الأخيرة تم السيطرة عليه فى الأعلاف المحببة لأنه يتأثربشكل كبير عند تعرضة لبخار الماء الساخن فى التصنيع فيقل تأثيرة كما أنه يستجيب بشدة لأنواع مضادات السموم المختافة المستخدمة فى الأعلاف و هو فى جسم الطائر يتركز فى الكبد و يسبب مشاكل كبيرة فى وظائف الكبد و تكمن مشكلة الأفلاتوكسين الكبرى فى إحداثه خلل فى جميع العناصر الغذائية داخل جسم الطائر مثل الكالسيوم و الفسفور و الحديد و النحاس و الزنك لذلك يظهر الطائر شاحب اللون و عدم تجانس صبغات الأرجل و ألوان الريش و العرف و الدليات كما أنه يحدث خلل فى عوامل تجلط الدم و يقلل نسب التجلط و معها تظهر مشكلة كبيرة عند حدوث أنزفة فى حالات الكوكسيديا و الكولستريا مثلا".
أيضا" أثناء الأصابة بأفلاتوكسن يفشل التحصين و تقل المناعات جدا" و يصبح الطائر معرض للأصابات بأى مرض كما ان أستخدام بعض المضادات الحيوية مثل السفتى فور و الكلوراتتراسيكلين لا تعطى نتيجة فى العلاج.

3) التسمم بالفيوزيريم: 

و هو غالبا" مصاحب للأفلاتوكسين و الأوكراتوكسين.

4) T2 : 

و تاتى المشكلة الكبرى فى قدرته على تكسير الدهون و البروتين داخل جسم الطائر مما يفقده القدرة على النمو و يقضى تماما" على التحويل و الأستفادة من الغذاء ككل خاصة فى فترات أستخدام العلف البادئ.
ويظهر أهم عرض و المعروف بين الكل و هو تقرحات فى الفم كذلك تنخفض المناعة بصورة كبيرة جدا" مع ملاحظة تشوهات شكل الريش و ظهور عرج فى الأقدام و خلل واضح فى شكل البيض و القشرة فى حالة البياض و قلة الفقس فى حالة الأمهات يمكن أيضا" ملاحظة عدم أستجابة القطيع لعلاجات الكوكسيديا.

5) زيرالينون (Zeralenone ) : 

و هو أيضا" من السموم الفطرية التى تحدث خلل فى جميع وظائف الجسم و تؤثر بشكل كبير على الأنتاج .

و لعلاج هذه المشكلة الكبيرة جدا" يجب : 

1- إتباع إجراءات السلامة المتعارف عليها فى إختيار خامات الأعلاف و صالحة للأستخدام بأن تكون خالية من كل مسببات فطرية.
2- تخزين الخامات فى أماكن خاصة بتخزين الأعلاف و مطابقة لشروط الحفظ و التخزين مع أستخدام المواد الحافظة المناسبة و أوضحت الدراسات الحديثة فى الفترة الأخيرة أن أستخدام كثير من المستخلصات النباتية لها المقدرة على إيقاف نمو الفطريات فى فترات التخزين مثل أستخدام مستخلصات القرفة و الينسون و الزعتر و زيت الريحان.
3- علاج السموم الفطرية فى العلائق و التى تقسم إلى : 

أ‌- مضادات سموم لها طبيعة خاصة: 
1- الطرق الفيزيائية :
1. الغسيل بمحلول صوديوم كربونات و هى طريقة قديمة و لم تعد تستخدم.
2. التعرض لموجات فوق صوتية و هى طريقة مستحيلة فى المصانع و تستخدم فقط فى التجارب.
3. التعرض لدرجة حرارة عالية و هذا يحدث فى خطوات التصنيع و لكنها تؤثر فقط على الافلاتوكسين و لا تؤثر على الاوكراتوكسين و هى أخطرهم.
2- الطرق الفيزوكيميائية:
و هى أستخدام المواد التى لها المقدرة على إدمصاص السموم الفطرية مثل:
1. المعادن مثل سيليكات الالومنيوم و كان يعبها إدمصاص بعض الفيتامينات و الأملاح بالأضافة إلى السموم الفطرية و لكن لجأت الشركات إلى إنتاج نوع معدل يقوم بأدمصاص السموم الفطرية دون التأثير على الاملاح و الفيتامينات.
2. الكربون النشط.
3. إستخدام جزيئات معدلة من الطمى الطبيعى.
4. البنتوناية (Bentonite) الذى يؤثر بصورة كبيرة على الافلاتوكسين و لكنه ضعيف التأثير على الاوكراتوكسين.
5. الزيليولاية المعدل.
3- الطرق الكيميائية:
1. أحماض مثل الفورمالدهيد.
2. ملح الأمونيا ( Ammoniation ) و هى الطريقة الأكثر أستخداما" للتخلص من الأفلاتوكسين و قليلة التأثير على الأوكراتوكسين و تقضي تماما" على الفطريات نفسها.
4- الطرق البيولوجيا:
1. البكتيريا و منها لاكتوباسيلس Lactobacillus و الباسيلاس سابتلاس Bacillus subtilis .
2. الفطريات و منها اسبيراجليس نايجر Aspergillus niger و السكارومايسيز سرفيسيس Sacchromyces cerevisiae .
3. الأنزيمات و أشهرها إنزيم اللايبيز Lipase enzymes 
4. النباتات و المستخلصات النباتية و منها الخرشوف و الزعتر و الينسون و القرفة .
ب‌- مضادات سموم حسب طبيعة تأثيرها على الفطر و السموم الفطرية: 

1- مواد لها القدرة على الأتحاد مع السموم الفطرية (Mycotoxin binders) :
حيث تتحد مع السموم الفطرية داخل الجهاز الهضمى للطائر و تخرج مع الفضلات دون أن يمتصها الجسم مثل السيليكات و الكربون النشط.
2- مواد لها المقدرة على تغيير تركيب السموم الفطرية و تحويلها لمادة غير سامة.
و لا يغيب عن أحد أن مشكلة السموم الفطرية داخل جسم الطائر لا تنتهى بتغيير العليقة التى تحتوى على كمية من السموم الفطرية أعلى من المسموح بها و علاج السموم الفطرية داخل جسم الطائر بأضافة مضاد السموم الفطرى المناسب حسب إرشاد الطبيب البيطرى و فقط و لكن أيضا" يجب علاج الأثار المترتبة على الفترة التى تعرض لها الطائر للسموم الفطرية مثل التأثير على الكبد و الكلى و الجهاز الهضمى و إنخفاض المناعات لذلك يجب بعد علاج السموم الفطرية إستخدام غسيل كلوى و منشط كبد و كلى و رافع مناعة و مضادات أكسدة و مجموعة كاملة من الفيتامينات.
نسأل المولى عز وجل أن يحفظ جميع المربيين من المشاكل و ينعم على الكل بالصحة و العافية.