المربي هو المسؤل عن انتشار الأمراض

المربي هو المسؤل عن انتشار الأمراض

اعداد د. عماد أديب

مقالات 14 دورات 1

 تخرج من كلية الطب البيطري - جامعة الزقازيق عام 2001   
حصل على دبلومة دواجن و دبلومة فارماكولوجيا و عدد من الدورات فى الدعاية و التسويق و...

شارك الخبر

المربي هو المسؤل عن انتشار الأمراض

تاريخ الإصدار: 2023-07-09 10:40:50
مقدمة

بقلم د\ عماد أديب  
فى الفترات الأخيرة ظهرت الأمراض الفيروسية بصورة عالية الضراوة و معها ظهرت إصابات بكتيريا صعبة السيطرة عليها. 
لنا هنا وقفة تحليلية لما يحدث و النظر في الأسباب و النتائج و لعل السبب الأساسي هو المربى و هو صاحب الكارثة الكبري لأن كل المنظومة من اختياره فهو صاحب اختيار الطبيب المشرف و شركة الكتاكيت و نوع العلف و مصدر الأدوية و متابعة العامل و تنظيم حركة العمل داخل العنبر لذلك فهو يتحمل النسبة الأكبر من الخطأ لأنه يتحمل أعلي نسبة من المسئولية و المربي هو السواد الأعظم فى كارثة انتشار الأمراض لأنه لا يضع معايير جودة لاختيار عناصر نجاح الدورة بالإضافة إلى أن كثيرا من المربيين اعتاد صنع الكوارث منها مثلا برنامج التطهير فى حالات الإصابات السابقة فى الدورة و برامج الإضاءة فى التسمين و توقيت التحصينات و الاهتمام بالمتابعة و الكارثة الأكبر من المربي هي الإسراف في استخدام الأدوية و المضادات الحيوية التي معها باتت مقاومة الأمراض للأدوية عالية بشكل كبير.
و يعوزنا الوقت للحديث عن المربي نفسه لان منهم من يهمش دور الطبيب البيطرى المسئول عن تشخيص و علاج الأمراض و توضيح الأخطاء الموجودة فى نظام العنبر و هو المسئول عن برنامج التحصينات و ما يصلح منها لان كل عنبر و كل منطقة و لكل وقت ظروفه حسب انتشار الأمراض و أختلاف درجات الحرارة لذلك البرنامج الذي يصلح لعنبر لا يصلح لغيره فلا يجوز للمربي أن يحتفظ بروشتات الأطباء المشرفين لأستخدامها فى كل وقت و كل مكان.

نذكر فى عجالة أهم أختيارات المربي التي يهمل فيها :- 

1) إختيار عنبر التربية و تجهيزاته و تهويته و مكانه و قربه من مزارع أخرى و نوع التربية فيها و أماكن تخزين العلف و مصادر ماء الشرب و مصدر الأضاءة و إمكانية توفير صيانة سريعة لأى أعطال بأضافة إلى عدد العلفات و السقايات و تناسبها مع عدد القطيع و نوع التربية. كل هذا مسئول عنه المربى نفسه و أى خللا فيما سبق يؤدى إلي مشاكل مرضية و مشاكل في التربية و أدارة القطيع يحدث معها خلل في الأوزان و إجهاد شديد و وضع الطائر تحت ضغط يؤدي إلى هبوط حاد في المناعة و تعرض القطيع لأصابات شديدة الضراوة يصعب معها السيطرة علي الحالة الصحية للقطيع.
2) اختيار العمال أحد أهم عناصر حدوث الكارثة فكثير منهم يدخل في محاولات مستمرة لإثبات أنه الأصح المطلق و أنه الأكثر علما بمجريات الأمور و أن تربية القطعان أبسط عملا يمكنه أن يقوم به و هذا النوع من العمال لا يجب الاحتفاظ به مطلقا فعنبر دون عامل خير من عنبر بعامل يظن نفسه أكثر علما من الطبيب و أكثر حكمة من المربي و أكثر فهما فى الأدوية من الشركات المنتجة. غلطة العامل قد تكلف العنبر خسارة يصعب معها التعويض فيكفي في ليلة شتاء باردة أن يترك العنبر دون تدفئة أو الإهمال في التهوية أو الاستهتار في مواعيد العلاج . العامل الهمام المستمع الجيد للتعليمات و الحكيم في تصرفاته نعمة يجب الحفاظ عليها و لا يتكاسل المربي في متابعته طول النهار و الليل.
3) اختيار مصدر الكتاكيت و التى قد يتهاون المربي فيها و أقدم النصيحة مثل ما أقدمها لكل مربي يسألني ما هي أفضل شركة إنتاج كتاكيت للتعامل و أحب أن أوضح أن الكتاكيت يحدث فيها سقطات مثلها مثل أي نظام عمل و الفارق هنا بين شركة أمهات و أخرى هي من منهم يقف إلى جانب المربي وقت حدوث المشكلة. أنصح دائما بالعمل مع شركات الأمهات التي لها فريق عمل لخدمة ما بعد البيع , يتابع الكتاكيت فى العنابر و يقف إلى جانب المربي باستمرار و لا ينتظر حدوث كارثة ثم يبدأ التحرك.
4) اختيار مصدر العلف دون متابعة الكميات المستهلكة و كمية السموم و معدلات التحويل قد تؤدي إلى انهيار مناعة القطيع مما يسمح بصورة كبيرة لإصابات فيروسية يصبح السيطرة عليها مستحيل لأن الجهاز المناعى ضعيف أو منهار تماما لا يستطيع الصد أو المقاومة لا من نفسه أو باستخدام منشطات و روافع المناعة. لذلك وجب الحرص و المتابعة لمصدر العلف.
5) مصدر الأدوية و التحصينات  و المعروف للكل أنه الأقل تكلفة في مصاريف الدورة و لكنه الأعلى تأثيرا علي النتائج فجرعة دواء واحدة خطأ أو مضروبة قد تكلف المربي الدورة و ما فيها و قد تكون فارقة فى حجم المكسب أو لا قدر الله فى حجم الخسارة لذلك وجب التنويه أن التعامل فى الأدوية و التحصينات يكون مع مصدر موثوق 
فيه و طيب السمعة و من شركات لها مصدقيه و احترام مع الالتزام بالجرعات المناسبة دون الإسراف فى استخدام الأدوية.
6) التحصينات التي لا تحتمل أى تهاون أو أبدا رائ من المربي فهي مسئولية الطبيب المشرف كليت و لا يجوز الفتي فيها أو تغيير نوعها أو برنامجها. وأذا كان للمربي رائ أو شك فى مصداقية الطبيب المشرف أو الشركة المنتجة للتحصين أو جودة التحصين نفسه فعليه الرجوع لآخر دون الرجوع إلي الخبرة أو التجربة الشخصية لأن لكل وقت برنامج و لكل منطقة وبائية خاصة بها و لكل عنبر نظامه. 
7) اختيار الطبيب البيطرى المشرف - اذكر نفسي و إياكم – وجب علي الطبيب البيطري تثقيف نفسه و إتباع أحدث أساليب التشخيص و العلاج و المتابعة الدورية بكل اهتمام لكل ما هو جديد في العلاجات و التحصينات و أن يتقي الله في المربي و يحافظ علي ماله و جعل مصلحة المربي أولي أهتمامته.
هذا الكلام ما هو إلا قليل من كثير يصعب علينا سرده و الخوض فيه فهو فقط محاولة للتوعية و التنويه على دور المربي و بالطبع هذا لا ينطبق علي الكل بل نحن هنا نتحدث عن المربي المهمل المتكاسل فقط أما المربي النشيط المتفاعل مع الأحداث و علي دراية بالأمور و متابع كل ما هو جديد لصالح العمل فلهو منا كل التقدير و الاحترام سائلين المولي -عز وجل- إن يعطنا نعمة البصيرة و المعرفة و لييسر الله أمرنا.